"مـوجفـة صبيح" .. للغـربة والمرض عنــوان.

2019-04-29

ويلات الحروب والنزاعات المسلحة دفعت العديد من الأسر السورية الى اللجوء للدول المجاورة بحثا عن الأمن والاستقرار، وهذا كان حال السورية "موجفة صبيح" التي هجرت بلادها واحبابها وجيرانها منذ اندلاع الازمة السورية في العام 2011. 

الخمسينية "موجفة" استذكرت خلال حديثها لحظات خروجها من ريف حماة مسقط رأسها، وما تبعها من تحديات وصعوبات الحواجز ونقاط التفتيش حتى دخلت الحدود الأردنية وهي لا تملك الا ما ترتديه من ثياب تستر به جسدها المنهك تاركةُ ورائها بلدا لا زالت تحلم بالعودة إليه حيث قالت بلهجتها والدموع تتساكب من عينيها "كيف لأم ان تترك وليدها".

 وتعيش "موجفة" في احدى المخيمات العشوائية بمنطقة سحاب منذ ثمانية أعوام وحيدة، وبجوارها زوجة ابنها واحفادها الثلاثة، واردفت انه وخلال سنوات لجوئها للأردن كان الرحيل والتنقل من مكان لآخر هو عنوانا جديدا لمعاناتها، فتضطر للرحيل مع القاطنين في المخيم الى حيث قدر الله لهم المكوث حاملين معهم خيامهم المتهالكة التي لا تقيهم برد الشتاء و لا حر الصيف. 

وعندما يقترب الزائر من خيمتها يشعر بحجم الألم الذي تعانيه "موجفة" من الوحدة البغيضة، حيث تفتقر خيمتها ايضا من ادنى متطلبات الحياة الكريمة، حيث تستمد الدفء في فصل الشتاء من خلال البطانيات المتوفرة لديها فقط دون وجود اي وسيلة من وسائل التدفئة، علاوة على تجمع مياه الأمطار في خيمتها نتيجة اختراقها للسقف الكرتوني وقطع القماش والذي هو الهيكل المكون لخيمتها، الامر الذي يشكل خطرا على حركتها وصحتها. 

وتعاني "موجفة" من امراض في المفاصل في أصابع يديها وقدميها منذ سنوات ما يمنعها من الحركة بسهولة، حيث تقوم زوجة ابنها وجاراتها بمساعدتها بتامين احتياجاتها اليومية من مأكل و مشرب وغير ذلك، وتعود هنا عيناها بالبكاء مرة أخرى اذ تستذكر زوجها الذي فقدته منذ سنوات قليلة نتيجة مرض في القلب. وعن المساعدات الغذائية والصحية التي تتلقاها "موجفة" فقد استفادت هي والعديد من الأسر السورية من تلك المساعدات، حيث قام الهلال الأحمر الأردني بالتعاون مع الهلال الأحمر الكويتي بتأمين تلك الأسر بالطرود الغذائية والصحية وغيرها من المساعدات كشكل من اشكال العون لهم وللتخفيف من معاناتهم، حيث قالت ان تلك الطرود كانت تكفيهم لسد جوعهم وعوزهم لمدة 20 يوما تقريبا، رافعةً أكف الضراعة داعية لدولة الكويت وشعبها بالخير. "موجفة" تأمل بالعودة لبلادها ومنزلها المتواضع في ريف حماة الا ان ظروفها الصحية تحول دون ذلك.